من ملفات اليوفو:حادثة روزويل - الجزء الثانى


تعد بلدة روزويل كما اوضحت سابقاً في الجزء 1 بانها بلدة زراعية و معظم سكانها من رعاة الأبقار التي كانت سائدة في تلك الفترة ولم يكن الاهتمام بها كبيراً من الحكومة انذاك . ولكن ما لم يكن مألوفاً هو الاهمية الحيوية التي كانت تتمتع بها تلك المنطقة من حيث كونها ميداناً رئيسياً لتجارب أسلحة الجيش الامريكي بالإضافة الى منطقة الرمال البيضاء التي كانت تشهد مختلف التجارب الجيش في تلك الايام فمشاهدة اجسام غريبة و اضواء مجهولة كان يعتبر أمرا مألوفاً لسكان تلك المنطقة .
 إنفجار وحطام غريب

في 4 يوليو من 1947 سمع المزارع ماك برازل (48 سنة) صوت إنفجار مدوي من مصدر بدا أنه قريباً لدرجة كبيرة فتوقع بأن ماحدث ليس إلا إنفجار طائرة فوق أحد الحقول التابعة له . وفي صباح اليوم التالي خرج على الفور لكي يؤكد شكوكه , وبعد إنقضاء وقت قصير عثر على حطام لطائرة ( حسب اعتقاده ) . و لكن الموضوع لم يخلو من الغرابة من أول لحظة فالطائرة لاتحتوي على مراوح او محركات ولا حتى على ركاب و مما زاد الموضوع غموضاً أن برازل كان برفقة مجموعة من الخراف لغرض إستبدالها بشاحنة في ذلك اليوم فلم تجرأ الخراف على عبور المنطقة الأمر مما أثار حيرة برازل فقرر إخبار اصدقاءه عما حدث , و في الطريق التقى بشرطي في الطريق و نصحه باخبار الشريف .

- تلقى الشريف ووال كاك المعروف بشحاعته والذي يعتبر من أشهر الأشخاص في تلك المنطقة مكالمة من المزارع برازل الذي أخبره بكل تفاصيل مما أصاب الشريف بدهشة لبعض الوقت فاستبعد كونها طائرة إعتيادية الى التفكير بكونها إحدى طائرات التجارب العسكرية ( نظراً للتفاصيل المذكورة ) وبدوره تلقى الماجور ( جيسي مارسيل ) أحد ضباط الاستخبارات في القاعدة الجوية للمنطقة آنذاك مكالمة من الشريف تخبره عما سمعه من المزارع في آخر مكالمة حيث أفاد بأن هناك حطاماً يجب عليك ان يراه و كانت لهجة الشريف تتسم بنوع من التنبيه ثم تشاور الماجور جيسي مع العقيد بلانس وهو أحد القادة المهمين في قاعدة 509 حيث أمره بالذهاب الى هناك و التحقيق في الحادثة .

- وبعد وصول الماجور جيسي الى مكان الحادثة أصيب بالدهشة فور رؤيته للحطام فقد لاحظ أنه يتكون من مادة قابلة للطي حيث تستطيع طيها على عدة طيات من ثم تعود القطعه الى وضعها السابق كما كانت . في تلك اللحظة احس الماجور أنه امام لحظة تاريخية لوجود حطام غريب ومصنوع من معادن " غير ارضية " و ربما كانت من كوكب آخر بالاضافة الى نوع المادة المستخدمة في بناء تلك المركبة . ثم قام الماجور بجمع عدد من قطع الحطام ووضعها في حقيبة و اتجه بها نحو المنزل وانفاسه تتقطع وقام فوراً بايقاظ ولده و جلسا معاً في المطبخ .

يقول ابن الماجور جيسي واصفاً الحطام :" أنه حطام يعود إلى طبق طائر ولكن أعرف ماذا تعني كلمة طبق طائر في تلك الايام ولكن كان والدي على ثقة تامة بأن ما بين أيدينا هو عبارة عن حطام مركبة فضائية و أعتقد أن أكثر ما شاهدته أهمية كما أذكر هو عمود مستقيم تعلو سطحه بعض الكتابات فرفعته نحو الضوء لأرى مجموعة من الرسومات والأشكال الهندسية محفورة داخل العمود الشبيه بالعمود الحديدي وبعد أن تأملنا في محتويات الجعبة لحوالي ثلث ساعة أعدنا كل شيء إليها، ثم عاد بها إلى القاعدة بعد ذلك وذهبت أنا للنوم".

- ولما عاد الماجور وهو مملوء بالخوف والتوتر والقلق ولم يتكلم مع عائلته حتى أحست عائلته ان هناك امرا قد حصل ولكنه عاد للكلام و أمر عائلته بعدم الكلام عن ذلك الموضوع و يجب نسيانه كأنه لم يحصل و لا يوجد له أي أساس، ويضيف ابن الماجور جيسي قائلاً: " حين عاد أبي إلى البيت جمعني مع أمي ليقول هذا شيء لن نعاود الحديث عنه بعد الآن، وكأنه لم يحدث لذا لا أريدك أن تتحدث عنه مع الأصدقاء، أو حتى مع الأقارب."
بيان القاعدة الجوية
اعتقد العقيد برانش المسؤول عن القاعدة آنذاك بانه أمام لحظات تاريخية أو عصر جديد حيث حسم الحطام فكرة الجدل المثار حول موضوع الكائنات الفضائية وحل اللغز كان آنذاك يعتبر ضرباً من الخيال . فأصدر أمراً بموجبه قام والتر هوت مسؤول العلاقات الخارجية بإصدار بيان صحفي .

يقول العقيد براش : " كانت ردة فعلي الأولى أن قلت لا يمكن لنا أن نفعل ذلك. لقد كتب العديد من التقارير عن الصحون الطائرة، في وسائل الإعلام سواء الصحف منها والإذاعات، ولا داعي لأن نتحدث عن أشياء ليست من اختصاصنا، خاصة وأني لم أشاهد أي منها. حتى أني لا أعرف ما كنت أكتب عنه إلا ما قيل لي" .

ثم قرأ هذا البيان المراسل الصحفي فرانك جويس عبر إذاعة كي جيل إف إل المحلية ، يقول جويس: " اتصل ويت مور المسؤول في الإذاعة يسألني عما جرى، فأجبته بالقول أني تلقيت هذا البيان من القاعدة الجوية. فتوجه إلي قائلاً: جويس، أين وضعت البيان الذي تتحدث عنه؟ إن كان معك دعني أراه. بدأت البحث عن ذلك البيان حتى وجدته فسلمته له، عندما أمسك بالبيان نظر إليه ثم بدأ يحدق بي. واستدار بعدها عائداً إلى مكتبه أدركت حينذاك أني في ورطة كبيرة. أي أني متورط في مشكلة كبيرة جداً، أعني أنها كبيرة فعلاً ".
ضجة إعلامية
تبنت وسائل الإعلام ما أثير حول الحادثة وقامت بنشره منذ اللحظة الاولى لاستلامه و باشرت المحطات الاسلكية ببث الاخبار و استكملت ذلك صحف اليوم التالي و نشرت اخبار عديدة و بصيغ مختلفة وتصدرتها عناوين كقبيل : " نحن لسنا وحدنا في الكون "، " الاطباق الطائرة حقيقة " ..الخ.

وبات الأمر أصبح واضحاً بالنسبة لاصحاب النظريات السابقة المتعلقة بحقيقة تلك الكائنات و بدأت الناس تنظر إليهم من منظار أكبر و اعتبارهم المرجع الوحيد في مثل هذه الظروف الامر الذي ادى الى ظهور نظريات معقدة ذات أصول سياسية و عسكرية .

في القاعدة مجدداً
تلقى الماجور جيسي أوامر كانت صادرة عن جهات عليا تنص على وضع الحطام في طائرة بأسرع وقت و إرسالها إلى قاعدة "رايت باترسون " و هي قاعدة كانت تستخدم لدراسة الاسلحة والتقنيات المعقدة للأعداء كما تحتوي على فريق متخصص من العلماء .

في القاعدة كان الجنرال بإنتظار أن يتم الكشف على الحطام بأسرع وقت حتى يتم التأكد من الموضوع وكان من المفروض أن توكل هذه المهمة الى أرفين نيوتن وهو أحد المختصصين في قسم شؤون المناخ و الطقس .

- يقول الماجور جيسي :" في ذلك اليوم كان كل شيء غريب تلقيت إتصالاً من القاعدة مفاده بأن الجنرال يطلب مني الحضور، ولكني رفضت لأنني كنت بمفردي ومن المحتمل أن تتصل الطائرات من عدة أماكن طلباً للخدمة، ولا أستطيع المغادرة و انتهت المكالمة ولكن بعد 5 دقائق رن جرس الهاتف وإذا بالجنرال شخصياً على الخط وهو يقول تعال إلى مكتبي على الفور إن كان لديك سيارة اركبها في الحال وإلا فاستقل أول سيارة تجدها، ذهبت الى المكان و عندما دخلت رايت مجموعة من الحطام و هناك أشخاص يلتقطون له الصور ومئات الصحفيين في الخارج بانتظار إعلان النتيجة فقمت بطرح السؤال على الفور : هل هذا هو الحطام ؟ فتلقيت إجابة على الفور: نعم أنه هو .فاصابني نوع من الدهشة مع قليل من السخرية فقلت : أن ما أسمعه مجرد ترهات كيف !! فأكملت : لأن هذا من منطاد التقاط صوتي تعرض للإصابة والانفجار أعرف هذا الجهاز تماماً وأنا مسؤول عما أقوله. فأصيب الجميع بالدهشة " .

مرآة عاكسة للرادار
سمح الجنرال فوراً للصحافة بالدخول بعد التحقق من الموضوع. فالذي كان موجوداً ليس الا مجرد حطام لمنطاد مناخي. أما بالنسبة لتلك الأعمدة و ما عليها من علامات، فهي تعود لمرآة رادار عاكسة. ومن الجدير بالذكر أن مرايا الرادار صنعت خلال الحرب العالمية الثانية أثناء مرحلة من التقشف في الولايات المتحدة، حين منح العقد لشركة تصنع الألعاب أنجزتها من صفائح رقيقة من التنك تغطي صحون خشبية، وكان جزءاً من شريط الصمغ المستخدم لتعزيز تماسكها معتمد في صناعة الألعاب، لذا كان يحمل صوراً تشبه الرموز الملونة عندما عثر عليها الناس في ولاية نيومكسيكو فوجئوا جداً فما كانوا ليعرفوها.

فقام الجنرال بإصدار بيان يوضح تفاصيل ما حدث و بأن السلطات كانت على خطأ في تحديد هوية ذلك الحطام أي أن ذلك الحطام هو عبارة عن حطام لمنطاد مناخي .وبعد ذلك البيان ماتت القصة بشكل بطيئ و تلاشت تدريجياً حتى أصبح البعض يصنفها على أنها قضية تم حلها . ولكن مازال الناس يشككون فيها . ترى لماذا ؟ هذا ما سوف نعرفه في الجزء 3 من حادثة روزويل .

0 التعليقات:

إرسال تعليق